عصير الآبري السوداني: الطريقة والوصفة مشروب تقليدي يجمع الحلاوة والمرارة
عصير الابري السوداني المعروف أيضاً باسم الحلو مر، هو مشروب رمضاني سوداني أصيل منتج محلي طبيعي يُحضّر من مكونات نباتية تقليدية. كما تشير الجزيرة: “الحلو مر” أو الآبري، مشروب رمضاني سوداني عريق، يتكون من الذرة والتوابل والمواد الطبيعية. يحظى هذا العصير بمكانة خاصة على موائد الإفطار في السودان، حيث يتميز بمذاقه الفريد الذي يجمع بين الحلاوة والمرارة. يفخر السودانيون بهذا العصير التراثي، حتى أصبح يُطلق عليه لقب “ملك المائدة” الرمضانية، فهو رمز للإرث السوداني وارتباطه بالضيافة والكرم.
![]() |
عصير الابري السوداني |
فوائد عصير الآبري السوداني
-
يرطب الجسم وينهي العطش: عصير أبري من أفضل المشروبات لإرواء العطش خاصة في الجو الحار. يعتقد السودانيون أنه يمتلك "قدرة عجيبة على إنهاء حالة الشعور بالظمأ" مع شعور بالراحة للمعدة واسترخاء للجسم.
-
مصدر للفيتامينات والطاقة: يحتوي العصير على الذرة النابتة ومزيج من التوابل والأعشاب، مما يجعله غنيّاً بالفيتامينات والمعادن والنشويات المفيدة. فهو "يفيض بالعديد من الفيتامينات والنشويات والسكريات والأملاح المفيدة للجسم"، مما يمنح الصائمين دفعة طاقة طبيعية عند الإفطار.
-
مفيد للهضم: تساعد توابل العصير (الكمون، الحلبة، حبة البركة، وغيرها) على تخفيف أي عسر هضم وإراحة المعدة، وهو ما يريح الصائم بعد يوم طويل من الصيام.
-
خالي من المواد الصناعية: يتحضر عصير أبري بالمكونات الطبيعية الخام دون إضافات كيميائية. غالباً ما يُحلى بالسكر أو العسل حسب الذوق، ويمكن تحضيره بدون سكر مضاف ليتناسب مع مرضى السكري. بذلك يُعدّ عصير أبري من المشروبات الطبيعية السودانية الصحية عند تناوله باعتدال.
![]() |
طرقة أبري السوداني بالعواسة |
طريقة تحضير عصير أبري التقليدية
يبدأ إعداد العصير قبل أسابيع من رمضان في البيوت السودانية، حيث تنشر فرحة المشاركة بين الأهل والجيران. أولاً تُنبت حبات الذرة بوضعها في أكياس خيش ورشها بالماء بانتظام عدة أيام حتى تنبت منها خضرة صغيرة تسمى "الزريعة". بعد ذلك يُقطّع البرعم الأخضر ويُرمى، بينما تُجفّف حبات الذرة النابتة وتُطحن جيداً على النار لتكوين عجينة سميكة تسمى المديدة. تُخلط هذه المديدة المطهوة مع مجموعة من البهارات والأعشاب مثل الزنجبيل والقرفة والكمون والهيل، وقد تضيف بعض النساء أيضاً الكركديه والعرديب (الليمون المجفف) لمنح العصير نكهة زهرية وحمضية مميزة.
-
مرحلة العواسة: تَفرد المديدة على صاج ساخن أو موقد تقليدي على شكل لفائف أو رقائق رقيقة، وتُطهى على نار قوية. تسمّى هذه العملية "العواسة"، حيث يتحول مزيج الذرة المخلوطة بالتوابل إلى لفائف جافة. بعد نهاية الطهي تُجفف هذه اللفائف تحت الشمس أو في مكان جيد التهوية، لتحفظ حتى وقت الاستخدام.
-
إعداد العصير: عندما يحين وقت الإفطار، تُنقع لفائف الأبري الجافة في كمية من الماء البارد منذ وقت الظهر (وقت الزوال) حتى تمتزج النكهات ويذوب السكر فيها. ثم يُصفّى المزيج جيداً. يُضاف للعصير سكّر أو عسل حسب الرغبة، ويُقدّم بارداً. بهذه الطريقة البسيطة يُستخلص عصير طبيعي منعش وحمضي يحافظ على خصائص مكوناته.
وبالإضافة إلى الطريقة التقليدية، ظهرت طرق عصريّة مبسّطة: فهناك مسحوق بودرة أبري جاهزة معزّزة بالصمغ العربي تُباع في الأسواق ليستخدمها الباحثون عن السرعة. هذه الخلطة الجاهزة تخلو من السكر المضاف، فيكفي إضافة الماء والسكر لتحضير العصير في دقائق.
نكهة العصير وحب السودانيين له
يمتاز عصير أبري بنكهته الفريدة التي تجمع الحلاوة والمرارة في وقت واحد. فالحلاوة تأتي من البلح والتمر والتفاح المجفّف، والمرارة المميزة تأتي من الكركديه والليمون المجفف والتوابل. هذا المزيج غير المسبوق جعل طعم العصير أسطورة تتوارثها الأجيال؛ فقد قال عنه البعض ساخراً إنه "أحلى من طعم البيبسي بكتير"! يعتبر السودانيون عصير أبري رمزاً للسهر الرمضاني ومناسبة تجمع الحبايب، فالمذاق القوي والمميز له يغري أي زول بتجربته للمرة الأولى. وكرمز للتراث، يفتخرون به كواحد من أهم مشروبات رمضان السودانية الأصيلة التي لا تكتمل ولائم الإفطار بدونه.
السعر والتوفر
مع اقتراب رمضان تزداد الطلبات على العصير في الأسواق المحلية، ما قد يؤدي لارتفاع الأسعار. ففي السودان وصل سعر طرقة الأبري الواحدة (كمية كافية لإعداد مشروب لعدد من الأشخاص) إلى حوالي 3000 جنيه سوداني مع انطلاق رمضان 2025، وهو سعر قياسي. في المقابل، وفرت الأسواق العالمية نسخاً تجارية: فمثلاً تباع عبوات بودرة عصير أبري سوداني جاهزة online بسعر يقارب 10 ريالات سعودية للعبوة الواحدة. بشكل عام، يمكنك العثور على عصير أبري السوداني في المحلات المتخصصة بالمنتجات العربية والتراثية، أو طلبه عبر الإنترنت من متاجر المنتجات السودانية الرمضانية.
في الختام، عصير أبري السوداني أكثر من مشروب؛ إنه تجربة تراثية جمالية. امزجوا هذا المشروب الطبيعي المنعش بمائدة إفطاركم، وستشعرون بأنكم تحتسون تاريخ السودان العريق مع كل رشفة. جربوه وانضموا إلى محبي هذا العصير التقليدي من أي بلد في العالم!