شعر سوداني بالعامية: مختارات طريفة ومسلية
يتمتع الشعر السوداني بالعامية بروح فكاهية نشطة تنبع من عادات الحياة اليومية وتقاليد الضحك الشعبي. فهو مزج متميز بين الحكمة والبساطة والحس الفكاهي، حيث يعالج الشاعر السوداني ما يواجهه من مشكلات مثل غلاء المعيشة ومواصلاتنا المكتظة بنكهة ساخرة مضحكة. ويؤكد الخبراء أن هذا الأدب الضاحك يُكتب في قوالب فنية راقية بعيدة عن الإسفاف، فجاءت قصائده لتمتحن ضحكاتنا وتُدخل السرور على قلوبنا دون خروج عن قيم المجتمع.
في هذا المقال ندعوكم لاستكشاف أكثر من مائة مقطع شعري سوداني بالعامية ذات طابع مسلٍ وطريف. ستجدون أشعار سودانية مضحكة قصيرة وطويلة، بعضها معروف بين الناس والسماع، وبعضها جديد على صفحات النت. نقدم لكم باقة من الأفكار والمواقف اليومية والأحداث الساخرة التي تحلّت بها الأبيات الشعبية، لتشعروا بروح الدعابة والمرح السودانية الأصيلة. استعدوا للضحك والتسلية مع مجموعة متنوعة من شعر سوداني للتسلية يشمل المواقف اليومية، المزاح بين الشباب، ومقاطع غزلية هزلية، وغيرها من المواضيع البسيطة الطريفة.
اشعار سودانية مضحكة بالعامية
-
بيت شعري فكاهي (شعر حلمنتيشي):
“القصة كلها يا لذيذ وبدون زعل… تلفون جديد… قول الخط شبك”.
هنا يناقش الشاعر بأسلوب طريف موقفًا شائعًا: لعبة المكالمات المقصودة (الاتصال والهزار)، فيقول للمحبوبة: «باي باي خلاص انساني قول الخط شبك». وكلمة «الخط شبك» باللهجة السودانية تعني أن الهاتف مش شغال أو الشبكة ضعيفة، وهي دعابة شهيرة بين الشباب. -
بيت عن الشطة (قصة طريفة):
“وإنتِ تقولي: بالغت وشربت الشطة يا إنتَ”.
هذا مقتطف من قصيدة ساخرة تتحدث عن زوجة توبخ زوجها بضحك: «قلت فيه إنك بالغت وشربت الشطة!». الشاعر يرد عليها ساخرا أن الأمر ليس في الشطة بل في الكلمات الجارحة. هذه الأبيات تعبّر باللهجة العامية عن موقف يومي بطرافة مميزة. -
بيت شعبي في المواقف اليومية:
“أيّ حاجة قريبة منك… تبقى طربيزة أبقى كرسي”.
يصف الشاعر هنا مدى تعلقه بمعشوقته بتشبيهات فكاهية بسيطة: إذا كانت «طربيزة» (طاولة) فسيكون هو «كرسي» إلى جوارها. والمقطع التالي يلعب على الكلمات (طربيزة/كرسي، راكب/تاكسي، فية/موية) بطريقة لطيفة وبسيطة تُدخل السرور إلى النفس.
لا تقتصر تلك الأمثلة على أبيات منفردة؛ فقد تطورت مئات الأشعار الشعبية السودانية القصيرة والطويلة التي يتداولها الناس في الأفراح والمناسبات أو عبر الإنترنت. فهناك شعر سوداني طريف عن الزوجة، والزوج، والأصحاب، والحياة البسيطة في الأحياء، وغالبًا ما يحتوي على مفردات عامية محببة كـ «زول، بنت البلد، الطربيزة، القوز، العصيد، الشطّة» وغيرها، لتعكس الواقع المحلي بروح ضاحكة. ففي كل بيت مثلاً يردّد الناس مثل شعبيًا أو حكمة مبطنة بطابع هزلي، يضحكهمـا الموقف قبل الكلمات.
في واقعنا السوداني اليوم، لم يعد الشعر الترفيهي محصورًا بالقوالب التقليدية؛ فقد برز في السنوات الأخيرة ما يسمى «الشعر الحلمنتيشي» الذي يستخدم ألفاظًا غريبة ومزيجًا من العربية والإنجليزية والإفريقية بصورة غير مألوفة. هذه الظاهرة الشعبية في التواصل «الهازل» ظهرت حتى بين باعة الرصيف الذين يستخدمون مقاطع مضحكة للترويج لأشغالهم. وما بين هذا وذاك، نجد أن كل قصيدة فكاهية جديدة أو مقطع طريف يُعاد ترديده ويصبح ضمن أشعار سودانية للتسلية يتم تداولها.
شعر شعبي سوداني في الحياة اليومية
عندما تتصفّح الشعر الشعبي السوداني في الأعراس أو الجلسات مع الأصحاب، ستجد ألغازًا مسلية كما في القصيدة التالية:
“يقولوا ليك الولية … الفيل زعلان من جزّارة
بيعطيه حق اللحم … بتنطقه طيارة”
(هذا البيت يختصر صورة هزلية عن الفيل الضخم الذي يصالح الجزّار عن طريق تحسين سلوكه). أمثلة أخرى:
-
بيت عامي شائع في المزاح بين الأصدقاء: “يا زول، قلبك خفيف زي الزبلاية؛ وانت بتضحك البيبان بتتراعية!” (كلمات حوارية ساخرة تعني أنه خفيف الظل).
-
في الأفراح، قد تسمع مثلاً: “بحلاتها يا عروسنا … بدلة العريس ماشقة معكِ” بكلمات عامية بسيطة للتندر على عريس متسمّر من الإعجاب.
كثير من هذه الأشعار الشعبية لا تجدها موثّقة في كتب رسمية، ولكنها متداولة بين الناس وتُعد «إرثًا فلكلوريًا» مسليًا. وتأثير الدعابة السودانية في تلك الأبيات يأتي من تناصيفها مع الواقع المعيش، فكل موقف عادي تحوّله القافية إلى موقف مضحك.
ملخص بالأمثلة والنصائح
-
تشمل جملة الأساليب: من الشعر الحلمنتيشي الحديث المليء بالمفارقات (كما رأينا في “بالغت وشربت الشطة”)، إلى أساليب اللهجة العامية الأقرب إلى البيت والحياة اليومية.
-
يعتمد الشعر السوداني الترفيهي على بساطة الكلمات وقدرة الشاعر على التقاط اللحظة المضحكة؛ فالعناصر الأساسية هي الموقف الهزلي والمحاكاة الساخرة.
-
عند كتابة أو مشاركة شعر سوداني بالعامية في شبكات التواصل، يستخدم الناس الرموز والصور التي يعرفها الجميع، مثل الطعام الشعبي أو المصطلحات المحلية، فلا يخلو المقطع الواحد من مصطلح واحد على الأقل يفهمه كل سوداني.
-
قد تجد من رواد الشعر الشعبي بعض الحكم والأمثال في قالب شعري قصير؛ على سبيل المثال بيت مشهور: “أخدم الخاطب ولو مشيتو… تسمع خبر العرس تعالي”، الذي يعني بطريقة فكاهية «تجول كثيرًا قبل الارتباط».
وفي كل الأحوال، يظل الشعر السوداني بالعامية مصدراً للبهجة وأسلوباً ممتعاً للتسلية. أنظر إلى ما تجده مجانًا في مواقع ومحفوظات التراث؛ فالقيم الشعبية والدعابة المدمجة في الألفاظ تغذي القلوب بالضحك والمرح.
لا تنسوا مشاركة هذا المختصر من أشعار سودانية مضحكة مع أصدقاءكم وعائلتكم! وشاركونا في التعليقات بأبياتكم السودانية المفضلة، لتعمَّ الفائدة والسعادة بالمرح الفكاهي السوداني.